يظن البعض مخطئين بأن صلاة يسوع هي للرهبان فقط. غير أن شيوخ برّية "أوبتينا"* كانوا ينصحون الشعب أيضاً بممارسة صلاة يسوع. القديس بارسانوفيوس (بليخانكوف) كان يعلّم: "من أجل تذكار دائم لله علينا بممارسة صلاة يسوع".
في هذه الأيام ابتدأت تنتشر قناعة ليس فقط بين العلمانيين ولكن أيضاً بين الإكليروس الشباب وهي أن العذاب الأبدي لا يتوافق مع رحمة الله الغير محدودة وبالتالي فإن العذاب غير أبدي.
أنت تشكين من الوحدة في المدينة الكبيرة: بالرغم من كثرة الناس حولك كما في خلية النحل فأنت تشعرين وكأنك في البرّية. وأيام الأعياد هي الأكثر صعوبة، كل شيء من حولك يتلألأ فرحاً، أمّا قلبك فيعتصره الغمّ والحسرة. أعياد الميلاد والفصح بالنسبة لك هما مثل الوعاء الفارغ الذي تملئينه بالدموع. بعد انتهاء العيد وفي الأيام العادية أنت تكونين أكثر هدوءاً، ولكن كلما اقترب العيد القادم وأجواؤه التحضيرية كلما امتلأت نفسك حسرة وفراغاً.
إلى عامل يسأل لماذا وُلد المخلّص في مغارة
لقد سألتني هذا السؤال منذ زمن طويل لكن اعذرني لأني انتظرت هذا اليوم المبارك لكي أجيبك، عندما تكون كل أفكارنا متوجّهة نحو تلك المغارة التي أشرقت منها للعالم شمس البرّ.
عظيمة هي المكافأة التي أعدّها الرب للذين يحبّونه. يقول القديس بولس: "... ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال بشر، ما أعدّه الله للذين يحبّونه" (1كو 2: 9).
ينظر الله إلى قلب الإنسان وإذا وجد فيه رغبة قوية لتنفيذ مشيئته الإلهية فعندها يعينه الله بطرق هو وحده يعرفها. فعلى سبيل المثال، يرغب إنسان في الذهاب إلى الدير وأن يخدم الرب هناك، ويخفي نيّته هذه بعيداً عن الناس، لكن الله يرى رغبته فيساعده.
"اسمعوا! هوذا الزارع قد خرج ليزرع، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق، فجاءت طيور السماء وأكلته. وسقط آخر على مكان محجر، حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالاً إذ لم يكن له عمق أرض. ولكن لما أشرقت الشمس احترق، وإذ لم يكن له أصل جف. وسقط آخر في الشوك، فطلع الشوك وخنقه فلم يعط ثمراً. وسقط آخر في الأرض الجيدة، فأعطى ثمراً يصعد وينمو، فأتى واحد بثلاثين وآخر بستين وآخر بمئة" (مر4: 3-8).
"يا صهيون ارفعي عيونك المستديرة وانظري، فها أنّ أولادك قد تواردوا إليك كدراري مستضاءة من الله، من المغارب والشمال والبحر والمشرق مباركين الرب فيه إلى الأدهار"٭. والآن يمكن القول: وأنتم يا أبنائي تقاطرتم هنا من أماكن مختلفة بحثاً عن المسيح. فليكافئكم الرب على هذا وليرسل لكم السلام وليملأ قلوبكم بالفرح المقدّس.
يقول الأسقف ثيوفان الحبيس في أحد مؤلفاته: "الراهب هو- نفس ملتصقة بالله". "نفس ملتصقة بالله"، إله حي ونفس مُختلجة وساجدة بخشوع أمام الله، نفس عرفت وأحبّت الله بحيث أنّ كل شيء في الوجود بالنسبة لها قد فقد بهاءه وفقط محبة الله هي التي تشرق وتنير.
كان أجدادي تجاراً أغنياء جداً في مدينة سَمارا، وكانوا يمتلكون شارعاً بأكمله كان اسمه الشارع القازاني. وعموماً كلّ عائلتنا كانت تحت شفاعة مميّزة لإيقونة والدة الإله القازانية.